قبل البدء بهذا المقال سوف أعرض لكم قصة صغيرة حدثت معي، “اتصل بي شاب عشريني وقال لي: سمعت بأنكِ أخصائية نفسية وتقومين بإصلاح الأفكار والمعتقدات التي تؤثر سلباً على النفس، ولكن كيف يمكنني البدأ بالعلاج وأنا متعب منذ سنين طويلة وأموري ليست على ما يرام في الحياة، فقلت له: طالما أنك عرفت أن مشكلتك نفسية وآمنتَ بأن الحل هو بطلب المساعدة من مختص ، فأنت في الطريق الصحيح للعلاج”
ما هو العلاج النفسي؟
العلاج النفسي أو المعالجة النفسية أو العلاج بالتحليل النفسي هو استخدام الأساليب النفسية في شكل تفاعل شخصي منتظم، بهدف المساعدة على التغيير، والتغلب على المشكلات بطريقة مرجوّة، كما يهدف إلى تحسين الفرد من حيث الرفاه والصحة النفسية، وكذلك يهدف إلى حل أو تخفيف السلوكيات والمعتقدات والدوافع والأفكار والعواطف المزعجة، وتحسين العلاقات والمهارات الاجتماعية. وتُعتبر بعض العلاجات النفسية مسندة بدليل لعلاج بعض الاضطرابات النفسية.
وهو أسلوب يعتمد على التواصل بين المتعالج وبين الأخصائي من خلال تسليط الضوء على المشكلة، والتواصل الفعال بينهما، ليصل الشخص إلى التشافي والتعافي، من خلال ارشادات وتقنيات خاصة لكل حالة.
جميعنا يتفق بأن أي نوع من العلاج يحتاج إلى وجود مشكلة، قد تكون تلك المشكلة حديثة بسبب ظرف أو حدث ما، أو ربما تراكمات نتيجة صدمات، أثرت على النفس بطريقة سلبية.
في القديم كان التركيز منصباً على شفاء الأمراض الجسدية فقط ولكن مع التقدم الطبي، أصبحت الصحة النفسية أيضاً تحظى باهتمام لما لها دور في عافية الجسد وتحسين أداء السلوك.
فأصبحت تعطى الأدوية النفسية لعلاج الاكتئاب والوساوس، وغيرها ولكن مؤخراً لم تعد تلك الأدوية تفي بالغرض دائماً ولا تصلح لأن تكون هي العلاج الوحيد و أصبحت فقط للحالات الاستثنائية الصعبة، وحلّ محلّها (العلاج النفسي) من خلال الجلسات والمتابعة بين المختص والمتعالج حتى في حالات التي تتطلّب تناول الدواء.
هل هناك ضرورةللعلاج النفسي؟
إن حالة الحروب التي عاشتها البلاد في الآونة الأخيرة والهجرة القسرية للشباب والعائلات بشكل عام أنتجت مشاكل نفسية لم تكن موجودة فيما مضى، أو ربما كانت موجودة بنسبة قليلة جداً. هذا ما دفع الكثير للبحث عن علاج ومساعدة نفسية. أيضاً إن التطور التكنولوجي وعصر الإنترنت كانا سبباً في خلق مشاكل نفسية لدى الكثيرين، فمثلاً أصبح الناس أكثر عزلة، وأصبحت اللقاءات تتم من خلف شاشات الكمبيوتر سواء بأسماء حقيقية أو مزيفة.
أساليب الخداع والاحتيال أيضاً أصبحت متاحة أكثر، مما أدى إلى فقدان الثقة بالغير لدى البعض، بالاضافة لسهولة مشاهدة أفلام الجنس مما أدى لخلل في طاقة الذكورة والأنوثة عند غالبية الأشخاص والميول الجنسية الشاذة.
كل تلك الاضطرابات والحالات التي ظهرت مؤخراً تحتاج إلى معالجة، ولهذا من الضروري التوعية بأهمية الاستشارة النفسية والعلاج النفسي. فكّر فقط بأن (نفسك تستحق أن تصرف المال من أجلها).
متى يكون العلاج النفسي ضرورياً؟
يكون العلاج النفسي ضرورياً عندما يعاني الشخص من اضطراب نفسي أو مشكلة عاطفية تؤثر على حياته اليومية. يمكن أن يساعد هذا النوع من العلاج، الأشخاص على فهم مشاعرهم وسلوكهم بشكل أفضل، وتطوير مهارات التأقلم، وتحسين العلاقات، وتحقيق أهدافهم.
فيما يلي بعض الحالات التي قد تتطلب العلاج النفسي:
الاضطرابات العقلية: مثل الاكتئاب والقلق والفصام.
المشاكل العاطفية: مثل القلق والاكتئاب والضغوط والصدمات.
المشكلات السلوكية: مثل تعاطي المخدرات والكحول والإدمان على السلوكيات الضارة.
المشاكل الشخصية: مثل العلاقات وتطوير الذات.
يمكن أن يكون العلاج النفسي مفيداً للأشخاص من جميع الأعمار والخلفيات. لا يتطلب أن يكون الشخص يعاني من اضطراب نفسي خطير حتى يطلب المساعدة. يمكن أن يكون العلاج مفيدًا أيضًا للأشخاص الذين يرغبون في تحسين صحتهم العقلية ورفاهيتهم العامة.
ماهو الهدف من العلاج النفسي؟
يتساءل بعضنا لماذا العلاج النفسي وما هو الهدف منه؟ إن الهدف من المساعدة النفسية يحمل أهدافاً كثيرة ومهمة تعود بالفائدة على الشخص الذي يحتاج العلاج.
وأهم تلك الأهداف هي:
راحة الشخص والعودة به إلى حالة التوازن من خلال علاج الصدمات كصدمة الفقد أو الانفصال عن الأشخاص، أو علاج اضطرابات التفكير أو السلوك. علينا أن نحرص على معالجة أنفسنا لأن طاقات الحزن والخوف تتحول لطاقات سلبية واضطرابات قلق وغضب ووساوس، وطاقات الفرح والإيجابية تصبح خامدة داخلنا.
وفيما يلي بعض الفوائد المحتملة للعلاج النفسي:
- التخفيف من الأعراض النفسية والعقلية، مثل الاكتئاب والقلق والفصام.
- تحسين الصحة العامة والرفاهية.
- تحسين العلاقات الشخصية.
- زيادة الإنتاجية في العمل أو المدرسة.
- تحسين جودة الحياة بشكل عام
دور وأثر العلاج النفسي:
يساهم العلاج في تحسين الذات ككل، فنجد أن الشخص الذي خضع للعلاج وتعافى يبدو أكثر توازناً في علاقاته مع أسرته وأصدقائه.
كما أن عمله يتأثر إيجاباً ويصبح أفضل. أيضاً معالجة النفس والسلوك لها دوراً في إصلاح العلاقات الزوجية سواء لطرف من أطراف العلاقة أو لكلا الطرفين. فالحياة الزوجية تحتاج إلى هدوء وتركيز واتخاذ قرارات صحيحة حتى تكون العلاقة ناجحة.
ماهي علامة نجاح علاجك النفسي؟
كيف تستطيع أن تعرف بأن علاجك النفسي يسير في الطريق الصحيح؟ وأنه يخطو نحو النجاح؟ وكيف تميز بأنك أصبحت واعياً أكثر مما مضى؟
سوف تلاحظ بأنك بدأت بالابتعاد عن الأشخاص السلبيين وإخراجهم من دائرة حياتك أو في أقل تقدير بدأت بفصل طاقتك عن طاقتهم السلبية فلم تعد أسير التأثر و التعلق بهم.
ليس بالضرورة أن تكون العلامة مريحة! فقد تكون علامة نجاح العلاج غير مريحة بالنسبة لك خصوصاً في وسط رحلة العلاج.
لأن الخروج من منطقة الراحة التي اعتدت عليها والتي كانت تتمثل بالتأقلم والتعايش والكآبة، تسبب تعب مؤقت إلى حين الوصول إلى مرحلة التشافي التام ونجاحك الداخلي.
وبشكل عام:
يعتمد العلاج النفسي على العلاقة بين المعالج النفسي والمريض. يجب أن يشعر المريض بالراحة والثقة في المعالج النفسي حتى يتمكن من مشاركة أفكاره ومشاعره بشكل مفتوح.
يمكن أن يكون العلاج النفسي تجربة صعبة ولكنها مجزية.
ويمكن أن يساعد الأشخاص على فهم أنفسهم بشكل أفضل وتطوير مهارات جديدة للتعامل مع التحديات التي يواجهونها.
أخيراً:
العلاج النفسي، أو العلاج السلوكي المعرفي، أصبح ضرورة ملحة في عصرنا الحالي وأصبحت الحاجة إليه أكثر من أي وقت مضى، حيث أثبت العلاج النفسي فعاليته في علاج مجموعة متنوعة من الاضطرابات العقلية والمشاكل العاطفية.
يمكن أن يساعد المعالج النفسي الأشخاص على تحسين صحتهم العقلية ورفاهيتهم العامة، ويمكن أن يكون أداة قيمة للأشخاص الذين يكافحون مع تحديات الحياة.
والمساعدة النفسية المختصة هي أداة قيمة يمكن أن تساعد الأشخاص على تحسين صحتهم العقلية ورفاهيتهم العامة. إذا كنت تعاني من اضطراب نفسي أو مشكلة عاطفية، فاستشر معالجًا نفسيًا مؤهلًا.