كيف نستقبل سن الخمسين:
سن الخمسين هو سن حرج بالنسبة للمرأة خصوصاً، فمن المؤكد أنك قد تسألين نفسك: هل سأستطيع أن أكون سعيدة بعد
سن الخمسين؟
سوف تندهشين عزيزتي عندما تحصلين على الجواب من نفسك.
يعتقد الكثير من الناس أن سن الخمسين هو بداية النهاية،
وأن الحياة بعد هذه السن ستكون مليئة بالفراغ والوحدة.
ولكن هذا ليس صحيحاً على الإطلاق، فهناك العديد من الطرق
التي يمكن للمرأة من خلالها أن تعيش حياة سعيدة ومليئة بالإنجازات بعد سن الخمسين.
مقالي هذا من أجلكِ لتعيشي حياة أكثر راحة.
فهل أنتِ مستعدة لمستقبل مليء بالإنجازات؟
من المهم أن تبدأ المرأة في التخطيط لمستقبلها بعد سن الخمسين أو حتى قبله،
وذلك من خلال تحديد أهدافها ووضع خطة لتحقيقها.
يمكن للمرأة أن تسعى لتحقيق أهدافها المهنية أو الشخصية،
أو أن تتعلم مهارات جديدة أو تبدأ مشروعًا جديدًاً دائماً.
لابد أن تسألي نفسك أولاً:
هل نعطي لأنفسنا حقها؟
من المهم ألاتقارني نفسكِ بالآخرين فلكلٍ ظروفه.
اسألي نفسك؛
كيف هو ماضيكِ؟!
هل حصلتِ على التعليم؟
هل عملتِ أو تعملين في مهنة؟
هل تمارسين الرياضة بانتظام؟
هل أنتِ مواكبة لآخر المستجدات التي تحدث سواء كانت
على صعيد الثقافة أو التكنولوجيا أو على صعيد العلوم وتطورها؟
هل أنتِ مواكبة لآخر صيحات الموضة
(حتى وإن لم تسيري في تيار الموضة ولكن من باب الاطلاع فقط)،
وهل تعرفين كيف هو حال جيل هذه الأيام؟!
الأهم من ذلك، هل حياتك مليئة الآن أم فارغة؟
هل هناك ما يشغلكِ أم أن الكآبة والفراغ يسيطران عليكِ بشكل كبير؟
هل تعيشين في بيئة آمنة مستقرة؟
هل لديكِ عمل أو وارد مادي؟ هل لديكِ عائلة ومسؤوليات؟
العديد من الأسئلة لابد أن تسأليها لنفسك حتى تعرفي ماهي خطوتكِ الأولى.
أولاً، يجب أن تخططي لمستقبل مليء:
لا تنتظري حتى تبلغي الخمسين لتفكري في مستقبلك
. ابدأي بالتخطيط الآن لما تريدين تحقيقه في حياتك. سواء كان ذلك من الناحية المهنية أو الشخصية أو الصحية.
لن يفوت الأوان أبداً مادمتِ على قيد الحياة
في يومٍ من الأيام
تواصلت معي امرأة خمسينية وقالت لي: لقد ربيت أولادي وزوجتهم، حتى كبروا،
والآن سافروا جميعهم وبقيت وحدي مع زوجي، أُصبتُ بالتعب والمرض والإرهاق من كثرة التفكير بهم،
في كل يوم أقضي وقتي في التفكير بهم والبكاء فقط.
بصفتي مختصة نفسية قلت لها:
عقلكِ منشغل بما هو سلبي فقط لذلك انعكس عليكِ ذلك بالحزن والكآبة؛ إن عقولنا خُلِقتْ لتعمل وتنشغل،
للخروج من السوداوية، للأمل والاطمئنان
. لقد نسيتِ نفسكِ في الماضي وكنتِ كالشمعة التي تحترق من أجل الآخرين ( هذه النظرية القاتلة للنفس )
لذلك تشعرين الآن بهذا الفراغ الروحي والعقلي.
أهم جزءٍ في كل هذا قلتُ لها أخيراً:
“اعتنِ بنفسك”
سألتني: كيف أعتني بنفسي بعد سن الخمسين؟
أجبتها أن الاعتناء بالصحة الجسدية والنفسية من أهم الأمور التي تساعد المرأو.
على التمتع بحياة سعيدة بعد سن الخمسين أو قبله أو بعده.
سن ال50 ليس مقياساً، وليس عليكِ أن تخافي من وصولك إلى هذا العمر على الإطلاق.
يجب على المرأة في هذا العمر أن تساعد نفسها، بممارسة الرياضة بانتظام
واتباع نظام غذائي صحي والحصول على قسط كافٍ من النوم.
كما يجب عليها أيضًا الاهتمام بصحتها النفسية والتعامل مع أي مشاكل نفسية قد تواجهها.
_ركزي على صحتكِ الجسدية والنفسية.
_ابحثي عن شغفكِ وحققيه.
_اعتني بعلاقاتكِ مع الأصدقاء والعائلة
وماذا عن العلاقة الزوجية؟
العلاقة الزوجية، يمكن أن تكون أكثر نضجًا واستقرارًا بعد سن الخمسين.
قد تواجه بعض العلاقات الزوجية بعض التحديات بعد هذا السن،
ولكن يمكن التغلب عليها من خلال التواصل والتفاهم ووعي الطرفين.
قد تشعرين ببعض الكآبة والضيق بسبب تغير الهرمونات
وانقطاع الطمث، ومن المؤكد أنك ستسألين:
كيف أكون جميلة في سن الخمسين:
أولاً عليكِ بتقبل ذاتك ومحبتها بكافة عيوبها لأنها تستحق ذلك.
الجمال ليس فقط في الشكل الخارجي،
ولكن أيضًا في المشاعر الداخلية والروح المرحة.
ركزي على تحسين صحتكِ الجسدية والنفسية. تناولي الفيتامينات، واعتني بنفسكِ وبمظهركِ
احصلي على العلم
القراءة والمعرفة، علاج ودواء شافي للفراغ والكآبة،
نمّي مواهبك المدفونة، وأعطِ نفسكِ حقها فيما تحب.
وازني بين ماتريدين ومايريدون:
بالقدر الذي تقدمين فيه عطاءكِ المعنوي عليكِ أن تحصلي
على مثله.
لا تكوني الضحية ولا تلعبي هذا الدور أبداً.
خُلقتِ حرّة وعليكِ أن تبقي كذلك.
أحيطي نفسكِ بالأصدقاء والمعارف:
كلما كنت اجتماعية أكثر ، كلما كانت حياتك لا تخلو من الفكاهة والمرح و البهجة.
_استمتعي في كل مرحلة من مراحلكِ ولا تلبسي ثوب عصر لا يشبهكِ:
إن الله خلقنا في هذه الحياة وهو يريدنا أن نعيش كل مرحلة من مراحلها.
_استمتعي بروحك الطفولية ومرحلة شبابك واستفيدي من خبرات الآخرين
وأنجزِي قدر ما تستطيعين مما يساعدك على تطوير ذاتك،
فالأوان لايفوتُ أبداً.
لا تشيخي قبل موعد الشيخوخة وانفضِ عن عقلك كل ما يزعجكو يصيبك بالحزن.
تعلمي كيفية مواجهة التحديات:
الحياة بعد سن الخمسين قد تشهد بعض التحديات.
مثل سن اليأس أو تغيرات في الوضع الاجتماعي. يجب على المرأة أن تكون
مستعدة لمواجهة هذه التحديات وأن تتعلم كيفية التعامل معها بحكمة
تعلمي من ماضيكِ:
عليكِ أن تفكري دائماً فيما صنعته في الماضي
وما هي الأخطاء التي ارتكبتها وماذا تعلمتي منها؟
اكسبي الوقت لصالحك لتصحيح ما فاتكِ.
خططي إن استطعت:
عليكِ أن تكوني دائماً صاحبة حلول استباقية
حتى تتمكني من حلّ جميع المشكلات التي قد تصادفكِ ولا تنسي
إن التخطيط يجعلكِ تحققين الكثير من الأهداف والإنجازات في حياتكِ.
وتذكري أن العمر مجرد رقم، وهذه ليست فقط عبارة عن مقولة مجازية.
والمرأة الخمسينية هي امرأة مكتملة،
فهي تجمع بين جمال الشباب وحكمة السنين
هل الحب ممكن في سن الخمسين؟
الجواب نعم، الحب لا يعرفُ مكاناً ولازماناً ولا عمراً
وهو شعورٌ عظيمٌ وهبةٌ من الله، لا علاقة له بعمرٍ أو بزمن.
وأخيراً علينا أن نسأل أنفسنا دائماً ونصارحها، هل نحن مستعدات لتقبل حياة سعيدة أو حتى صعبة عندما نصبح بعمر الخمسين؟
على الجواب أن يكون نعم، وإن لم يكن كذلك فبالمحاولة والإصرار دائماًن نجح ولو على مستوى صغير مثل تقبل الذات ومحبتها.
في الخاتمة:
يتطلب ذلك من المرأة بعض الجهد والالتزام. من خلال التخطيط والاعتناء بالصحة
والتركيز على العلاقات الاجتماعية وتعلم كيفية مواجهة التحديات.
يمكن للمرأة أن تعيش حياة سعيدة ومليئة بالإنجازات بعد سن الخمسين
وإن الكبر في العمر هو مرحلة مهمة في حياة الإنسان،ي جب أن نتقبلها بكل ما فيها من إيجابيات وسلبيات. وأن نسعى إلى أن نجعلها مرحلة ناجحة ومفيدة.